الاختلافات بين ولاية أستراليا والأقاليم في قوانين الهجرة واللجوء

على الرغم من أن قوانين الهجرة واللجوء في أستراليا تخضع بشكل أساسي للتشريع الفيدرالي، إلا أن هناك بعض الاختلافات الدقيقة والمهمة في كيفية تطبيق هذه القوانين وتنفيذها على مستوى الولايات والأقاليم. هذه الاختلافات لا تتعلق بتعريف اللاجئ أو المعايير الأساسية للحماية، والتي يحددها القانون الفيدرالي، بل ترتبط بشكل أكبر بكيفية تفاعل حكومات الولايات والأقاليم مع نظام الهجرة واللجوء الفيدرالي

الاختلافات بين ولاية أستراليا والأقاليم في قوانين الهجرة واللجوء

 والخدمات والدعم الذي تقدمه للاجئين وطالبي اللجوء المقيمين فيها، وسياسات الترشيح للبرامج الماهرة والإقليمية. يهدف هذا الموضوع إلى استكشاف هذه الاختلافات وأنواعها وتأثيرها على المهاجرين وطالبي اللجوء.

1. الأساس القانوني الفيدرالي للهجرة واللجوء

من المهم التأكيد في البداية على أن قانون الهجرة لعام 1958 (Cth) هو التشريع الفيدرالي الأساسي الذي يحكم جميع جوانب الهجرة إلى أستراليا، بما في ذلك اللجوء والحماية الإنسانية. يحدد هذا القانون تعريف اللاجئ، وإجراءات طلب اللجوء، ومعايير منح التأشيرات، وشروط الإقامة، وحقوق والتزامات المهاجرين واللاجئين. وبالتالي، فإن المعايير الأساسية لتقييم طلبات اللجوء ومنح الحماية هي نفسها في جميع أنحاء أستراليا.

2. دور الولايات والأقاليم في الهجرة الماهرة والإقليمية

أحد المجالات الرئيسية التي تظهر فيها اختلافات بين الولايات والأقاليم هو دورها في برامج الهجرة الماهرة والإقليمية. تسمح الحكومة الفيدرالية للولايات والأقاليم بترشيح الأفراد المؤهلين للحصول على بعض تأشيرات الهجرة الماهرة، مثل:

  • تأشيرة الترشيح الولائي (Skilled Nominated visa - Subclass 190): تتطلب ترشيحًا من حكومة ولاية أو إقليم.
  • تأشيرة العمل الإقليمي المؤقتة (Skilled Work Regional (Provisional) visa - Subclass 491): يمكن الحصول عليها من خلال ترشيح من ولاية أو إقليم إقليمي.

2.1 معايير الترشيح الخاصة بالولايات والأقاليم

لكل ولاية وإقليم معايير ترشيح خاصة بها للمتقدمين لهذه التأشيرات. تعكس هذه المعايير الاحتياجات المحددة لسوق العمل في تلك الولاية أو الإقليم. يمكن أن تشمل هذه المعايير:

  • قوائم المهن المطلوبة: لكل ولاية وإقليم قائمة مهن مطلوبة تختلف عن الأخرى بناءً على احتياجات سوق العمل المحلية. قد تكون بعض المهن مطلوبة في ولاية معينة ولكنها ليست كذلك في ولاية أخرى.
  • متطلبات الخبرة العملية: قد تطلب بعض الولايات خبرة عملية أطول أو خبرة في قطاعات محددة مقارنة بولايات أخرى.
  • متطلبات اللغة الإنجليزية: على الرغم من أن الحد الأدنى من متطلبات اللغة الإنجليزية يحدده القانون الفيدرالي، إلا أن بعض الولايات قد تفضل المتقدمين الذين لديهم مستويات أعلى من الكفاءة اللغوية.
  • صلات بالولاية أو الإقليم: قد تعطي بعض الولايات الأولوية للمتقدمين الذين لديهم بالفعل صلات بها، مثل وجود أقارب أو عرض عمل أو إكمال دراسة فيها.
  • عوامل أخرى: يمكن أن تشمل عوامل أخرى مثل العمر والمؤهلات التعليمية والأصول المالية.

2.2 تأثير الاختلافات على المهاجرين

تعني هذه الاختلافات أن المهاجرين المهرة الذين يسعون للحصول على تأشيرة مرشحة من ولاية أو إقليم يجب عليهم البحث بعناية عن متطلبات الترشيح لكل ولاية وإقليم واختيار الولاية أو الإقليم الذي تتناسب مؤهلاتهم وخبراتهم مع احتياجاته ومعاييره. قد يجد بعض المتقدمين فرصًا أفضل في ولاية معينة مقارنة بأخرى بناءً على مهنتهم وخبراتهم.

3. الخدمات والدعم المقدم للاجئين وطالبي اللجوء

على الرغم من أن توفير الدعم الأساسي للاجئين وطالبي اللجوء هو في المقام الأول مسؤولية الحكومة الفيدرالية والمنظمات غير الحكومية الممولة اتحاديًا، إلا أن حكومات الولايات والأقاليم تلعب أيضًا دورًا مهمًا في توفير خدمات إضافية ودعم للاندماج على المستوى المحلي. يمكن أن تختلف هذه الخدمات والدعم من ولاية إلى أخرى.

3.1 برامج الاندماج المجتمعي

قد تدير بعض الولايات والأقاليم برامج خاصة لتعزيز الاندماج المجتمعي للاجئين، مثل مبادرات لربط اللاجئين بالمجتمعات المحلية، وتوفير فرص التطوع، ودعم الفعاليات الثقافية.

3.2 دعم التعليم والتدريب

قد تقدم بعض الولايات برامج دعم إضافية للاجئين في مجال التعليم والتدريب، مثل دروس لغة إنجليزية إضافية أو برامج توجيه للوصول إلى التعليم العالي أو التدريب المهني.

3.3 دعم التوظيف

قد تتعاون حكومات الولايات والأقاليم مع أصحاب العمل والمنظمات لتقديم برامج خاصة لمساعدة اللاجئين في العثور على عمل، مثل برامج الإرشاد المهني أو المساعدة في الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية.

3.4 دعم السكن

قد يكون هناك اختلاف في توفر ودعم السكن للاجئين بين الولايات والأقاليم، خاصة في المدن الكبرى حيث تكون تكلفة المعيشة والإيجارات أعلى. قد تقدم بعض الولايات برامج إسكان مدعومة أو تساعد في ربط اللاجئين بمقدمي خدمات الإسكان المناسبين.

3.5 الرعاية الصحية

على الرغم من أن نظام الرعاية الصحية Medicare هو نظام فيدرالي، إلا أن توفر بعض الخدمات الصحية المتخصصة أو برامج الدعم الصحي للاجئين قد يختلف بين الولايات والأقاليم.

4. الاختلافات في تطبيق بعض جوانب قانون اللجوء

على الرغم من أن القانون الفيدرالي يحدد إجراءات تقييم طلبات اللجوء، إلا أن هناك بعض الجوانب العملية لتطبيق هذه الإجراءات التي قد تختلف بشكل طفيف بين الولايات والأقاليم، خاصة فيما يتعلق بتوفير الخدمات القانونية المجانية أو المدعومة لطالبي اللجوء.

الاختلافات بين ولاية أستراليا والأقاليم في قوانين الهجرة واللجوء

4.1 توفر المساعدة القانونية

قد يختلف توفر ونطاق خدمات المساعدة القانونية المجانية أو المدعومة لطالبي اللجوء بين الولايات والأقاليم. تعتمد هذه الخدمات غالبًا على التمويل المتاح من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات والمنظمات غير الحكومية. قد يكون لدى بعض الولايات عدد أكبر من المنظمات أو المحامين المتخصصين في قضايا اللجوء مقارنة بالولايات الأخرى.

4.2 دعم منظمات المجتمع المدني

يختلف حجم ونشاط منظمات المجتمع المدني التي تقدم الدعم للاجئين وطالبي اللجوء بين الولايات والأقاليم. قد يكون لدى بعض الولايات مجتمعات مدنية أكثر نشاطًا وقدرة على تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والدعم.

5. عدم وجود قوانين لجوء منفصلة على مستوى الولايات والأقاليم

من المهم التأكيد مرة أخرى على أنه لا يوجد لدى الولايات والأقاليم في أستراليا قوانين لجوء منفصلة. يتم تقييم جميع طلبات اللجوء بموجب القانون الفيدرالي. ومع ذلك، فإن الاختلافات المذكورة أعلاه في سياسات الترشيح للهجرة الماهرة، وتوفير الخدمات والدعم، وتطبيق بعض الجوانب العملية لقانون اللجوء يمكن أن تؤثر على تجربة المهاجرين وطالبي اللجوء في ولايات وأقاليم مختلفة.

6. تأثير السياسات الفيدرالية على الولايات والأقاليم

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن السياسات الفيدرالية للهجرة واللجوء لها تأثير كبير على الولايات والأقاليم. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر عدد اللاجئين الذين يتم إعادة توطينهم في أستراليا سنويًا، وتوزيعهم بين الولايات والأقاليم، على قدرة حكومات الولايات والأقاليم على توفير الخدمات والدعم اللازمين.

خاتمة

في حين أن قوانين الهجرة واللجوء في أستراليا تخضع بشكل أساسي للتشريع الفيدرالي، إلا أن هناك اختلافات مهمة في كيفية تفاعل حكومات الولايات والأقاليم مع نظام الهجرة واللجوء. تظهر هذه الاختلافات بشكل خاص في معايير الترشيح لبرامج الهجرة الماهرة والإقليمية، وتوفير الخدمات والدعم للاجئين وطالبي اللجوء، وتطبيق بعض الجوانب العملية لقانون اللجوء. يجب على المهاجرين المحتملين وطالبي اللجوء أن يكونوا على دراية بهذه الاختلافات وأن يبحثوا بعناية عن الظروف والفرص المتاحة في كل ولاية وإقليم لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن هجرتهم أو طلب اللجوء الخاص بهم. إن فهم هذه الفروقات الدقيقة يمكن أن يكون حاسمًا لتحقيق نتائج ناجحة في عملية الهجرة واللجوء إلى أستراليا.

تعليقات