بفضل مناخها المعتدل، ثقافتها الغنية، وتكاليف المعيشة المعقولة نسبيًا مقارنة بدول أوروبية أخرى. ومع حلول عام 2025، تشهد قوانين الهجرة البرتغالية بعض التغييرات الهامة التي يجب على أي شخص مهتم بالهجرة فهمها جيدًا.
التغييرات الرئيسية في قوانين الهجرة البرتغالية لعام 2025
شهدت قوانين الهجرة والوطنية في البرتغال تعديلات مهمة في عام 2025، خاصة فيما يتعلق بمسار الحصول على الجنسية والإقامة. هذه التغييرات، التي بدأ تطبيق بعضها في يونيو 2025، تهدف إلى تنظيم وتضييق بعض الثغرات، وتتضمن:
مضاعفة فترة الإقامة المطلوبة للحصول على الجنسية:
تم رفع الحد الأدنى للفترة القانونية للإقامة في البرتغال قبل التقدم بطلب للحصول على الجنسية من 5 سنوات إلى 10 سنوات لمعظم المتقدمين.
للرعايا من الدول الناطقة بالبرتغالية (CPLP)، قد تكون الفترة 7 سنوات.
الأهمية: هذا يعني أن الطريق إلى الجنسية أصبح أطول بكثير، ويتطلب التزامًا أطول بالإقامة القانونية.
ملاحظة: بدأت هذه الفترة تحتسب من تاريخ إصدار أول تصريح إقامة، وليس من تاريخ تقديم طلب الإقامة، مما يؤثر على أصحاب تأشيرات D7 و Golden Visa الذين ربما كانوا يقيمون في البرتغال قبل الحصول على تصريحهم الرسمي.
متطلبات لغوية وتكاملية أكثر صرامة للحصول على الجنسية:
يتوجب الآن على المتقدمين للجنسية إثبات إتقان اللغة البرتغالية بمستوى A2 على الأقل (من الإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات).
إضافة إلى ذلك، سيتم إدخال اختبار معرفة مدنية (Civic Integration Test) يقيم المعرفة بالثقافة البرتغالية والقيم الديمقراطية والحقوق والواجبات.
الأهمية: هذا يؤكد على أن الاندماج اللغوي والثقافي أصبح أكثر أهمية للحصول على الجنسية.
قيود على السجل الجنائي:
تم تشديد الشروط المتعلقة بالسجل الجنائي، حيث يجب ألا يكون لدى المتقدمين سجل جنائي لجرائم يعاقب عليها بالسجن.
إنهاء مسار الجنسية اليهودية السفاردية:
تم إلغاء مسار الجنسية القائم على النسب اليهودي السفاردي، وهو ما كان مسارًا شائعًا للعديد من الأفراد، بمن فيهم بعض العرب.
تأثير رجعي محتمل:
بعض التغييرات في قانون الجنسية قد تُطبق بأثر رجعي على الطلبات المقدمة بعد تاريخ معين في يونيو 2025.
الخلاصة: هذه التغييرات تشير بوضوح إلى أن البرتغال تسير نحو تضييق بعض مسارات الهجرة وتشديد شروط التجنس، مما يعني أن "الفرص الذهبية" غير المشروطة هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.
برامج الهجرة المتاحة إلى البرتغال في 2025 (مع توضيح المتطلبات):
على الرغم من التحديات، لا تزال هناك مسارات قانونية للهجرة إلى البرتغال، ولكن جميعها يتطلب تلبية شروط محددة:
1. تأشيرات الدخل السلبي (D7 Visa): للمتقاعدين وأصحاب الدخل الثابت
تُعد تأشيرة D7 خيارًا شائعًا للمواطنين غير الأوروبيين الذين لديهم دخل ثابت ومنتظم من مصادر خارج البرتغال، مثل المعاشات التقاعدية، أو الإيجارات، أو الاستثمارات، أو حقوق الملكية الفكرية.
المتطلبات الرئيسية:
إثبات دخل شهري ثابت لا يقل عن الحد الأدنى للأجور في البرتغال (حوالي 820 يورو شهريًا للفرد في عام 2025، ويزداد بنسبة 50% للزوج/الزوجة و30% لكل طفل مُعال).
إثبات وجود سكن في البرتغال (عقد إيجار أو سند ملكية).
سجل جنائي نظيف.
تأمين صحي ساري المفعول.
اللغة والخبرة: لا توجد متطلبات مباشرة للغة البرتغالية أو الخبرة المهنية عند التقديم الأولي لهذه التأشيرة، لكنها ستكون مطلوبة لاحقًا للحصول على الجنسية.
الرابط الرسمي: لا يوجد رابط مباشر مخصص لتأشيرة D7 فقط، ولكن يمكنك العثور على معلومات عامة حول جميع أنواع التأشيرات D في السفارات والقنصليات البرتغالية أو موقع AIMA (وكالة الإدماج والهجرة واللجوء)، والذي حل محل SEF:
(الموقع باللغة البرتغالية، يمكن استخدام أدوات الترجمة).AIMA - Portal (aima.gov.pt)
2. تأشيرة العاملين عن بُعد/الرحالة الرقميين (D8 Visa - Digital Nomad Visa): لعمال الإنترنت
تستهدف هذه التأشيرة الأفراد الذين يعملون عن بعد لحساب شركات خارج البرتغال، أو كعاملين مستقلين (freelancers).
المتطلبات الرئيسية:
إثبات دخل شهري لا يقل عن أربعة أضعاف الحد الأدنى للأجور في البرتغال (حوالي 3,280 يورو شهريًا في 2025).
إثبات عقد عمل أو عقود خدمات تظهر العمل عن بعد.
إثبات سكن وتأمين صحي وسجل جنائي نظيف.
اللغة والخبرة: لا يوجد شرط مباشر للغة البرتغالية أو خبرة مهنية محددة، لكن الخبرة في مجال العمل عن بعد ضرورية.
الرابط الرسمي: يمكن البحث عن "Portugal D8 Visa" على مواقع السفارات البرتغالية أو مواقع الهجرة المتخصصة. المعلومات الرسمية تكون ضمن تأشيرات الإقامة طويلة الأجل على موقع AIMA.
3. تأشيرة العمل (D1 Visa - Work Visa): للموظفين بعقود عمل
هذا المسار مخصص للأفراد الذين حصلوا على عرض عمل أو عقد عمل من صاحب عمل برتغالي.
المتطلبات الرئيسية:
عقد عمل أو وعد بعقد عمل من شركة برتغالية.
سجل جنائي نظيف وتأمين صحي.
إثبات سكن.
اللغة والخبرة: تعتمد على الوظيفة. إذا كانت الوظيفة تتطلب مهارات معينة، فستكون الخبرة ذات الصلة مطلوبة. اللغة البرتغالية قد تكون ضرورية للوظيفة نفسها، لكنها ليست شرطًا للتأشيرة بحد ذاتها.
الأهمية للعرب: البحث عن عمل من الخارج في البرتغال قد يكون تحديًا بدون مهارات لغوية أو خبرة متخصصة، لكنه ليس مستحيلاً للمهن التي تعاني من نقص.
4. تأشيرة رواد الأعمال (D2 Visa - Entrepreneur Visa): لمن يبدأون عملًا تجاريًا
للمواطنين غير الأوروبيين الذين يرغبون في إنشاء شركة أو الاستثمار في شركة قائمة في البرتغال.
المتطلبات الرئيسية:
خطة عمل مفصلة ومقنعة (Business Plan) توضح الجدوى الاقتصادية والمساهمة المحتملة في الاقتصاد البرتغالي.
إثبات وجود أموال كافية للاستثمار في العمل.
إثبات سكن وتأمين صحي وسجل جنائي نظيف.
اللغة والخبرة: لا يوجد شرط لغة مباشرة عند التقديم، لكن الخبرة في إدارة الأعمال أو المجال المقترح ستكون ضرورية لإقناع السلطات بجدوى المشروع. معرفة اللغة البرتغالية ستكون مفيدة جدًا لإدارة الأعمال.
5. تأشيرة الدراسة (D4 Visa): طريق غير مباشر للهجرة
الدراسة في البرتغال يمكن أن تكون مسارًا غير مباشر للحصول على الإقامة، خاصة للطلاب الأصغر سناً الذين يرغبون في بناء مسار مهني هناك.
المتطلبات الرئيسية:
القبول من مؤسسة تعليمية برتغالية معترف بها.
إثبات القدرة المالية لتغطية الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة.
تأمين صحي وسجل جنائي نظيف.
اللغة: قد تطلب بعض الجامعات إثباتًا لمستوى معين في اللغة البرتغالية أو الإنجليزية (للدراسات التي تقدم بالإنجليزية).
بعد التخرج: يمكن للطلاب بعد التخرج البحث عن عمل في البرتغال وتحويل تأشيرة الدراسة إلى تأشيرة عمل، ثم التقدم للإقامة الدائمة. هذا المسار يتطلب التزامًا بالتعلم واكتساب المهارات.
6. اللجوء الإنساني والحماية الدولية: (ليس برنامج هجرة اقتصادية)
هذا المسار مخصص للأشخاص الذين يفرون من الاضطهاد أو الحروب في بلدانهم الأصلية. لا توجد متطلبات للغة أو الخبرة، لكن العملية معقدة وتتطلب إثباتًا قويًا للخطر. هذا لا يعتبر برنامج هجرة اقتصادية أو مخطط لها.
"فرص ذهبية" للعرب في البرتغال 2025: منظور واقعي
بالنظر إلى التغييرات الجديدة، فإن الحديث عن "فرص ذهبية" بدون شروط مسبقة للعرب في البرتغال لعام 2025 هو تصور خاطئ. على العكس، أصبحت المتطلبات أكثر صرامة في بعض الجوانب، خاصة للحصول على الجنسية.
الفرص الممكنة (مع المتطلبات):
أصحاب الدخل السلبي: إذا كان لديك دخل ثابت وموثوق من بلدك الأم، يمكن أن تكون تأشيرة D7 خيارًا ممتازًا، حيث لا تتطلب لغة أو خبرة عند التقديم. ومع ذلك، الاندماج ومعرفة اللغة ستصبح ضرورية لاحقًا.
العمال عن بُعد: إذا كنت تعمل عن بُعد ولديك دخل جيد، فإن تأشيرة D8 تفتح لك الباب للعيش في البرتغال.
المستثمرون ورواد الأعمال: إذا كانت لديك الموارد المالية والخبرة في مجال الأعمال، فإن تأشيرات D2 وبرنامج Golden Visa (للاستثمار في الصناديق أو الشركات) لا يزالان متاحين، ولكن تغيرت شروط الجنسية لهما.
التعليم: للشباب، الدراسة في البرتغال (حتى لو كانت تتطلب بعض المتطلبات اللغوية) هي استثمار طويل الأجل يفتح الأبواب أمام فرص العمل والإقامة.
التحديات الخاصة بالعرب:
اللغة: اللغة البرتغالية هي مفتاح الاندماج. عدم معرفتها سيجعل الحياة اليومية والبحث عن عمل صعبًا للغاية خارج المهن التي تعتمد على السياحة أو الأعمال الدولية. الاستثمار في تعلم اللغة البرتغالية أمر حاسم.
التأقلم الثقافي: على الرغم من الروابط التاريخية، فإن الثقافة البرتغالية تختلف عن الثقافة العربية، وقد يواجه البعض تحديات في التأقلم.
سوق العمل: بدون مهارات لغوية وخبرة معينة، فإن فرص العمل المتاحة قد تكون محدودة للغاية وتتسم بأجور منخفضة.
كيف تستعد للهجرة إلى البرتغال في 2025؟
تعلم اللغة البرتغالية: ابدأ الآن. حتى لو لم تكن شرطًا مباشرًا لتأشيرتك الأولية، فإنها ضرورية لحياتك واندماجك في البرتغال وللحصول على الجنسية لاحقًا.
حدد هدفك: هل تبحث عن عمل؟ دراسة؟ تقاعد؟ بدء عمل تجاري؟ تحديد الهدف سيحدد نوع التأشيرة التي تحتاجها.
جهز وثائقك المالية: إثبات القدرة المالية هو شرط أساسي لمعظم التأشيرات البرتغالية.
اكتسب خبرة أو مهارة: إذا كان هدفك العمل، ركز على اكتساب خبرة في مهنة مطلوبة في البرتغال أو مهارات قابلة للنقل دوليًا.
ابحث عن سكن: يجب إثبات وجود مكان للإقامة في البرتغال قبل التقدم بطلب التأشيرة.
استشر متخصصين: استعن بمحام هجرة برتغالي أو مستشار هجرة متخصص. يمكنهم تقديم أحدث المعلومات وتقييم حالتك بدقة، ومساعدتك في التعامل مع التغييرات القانونية المستمرة.
المصادر الرسمية: اعتمد دائمًا على المعلومات من المصادر الرسمية للحكومة البرتغالية (مثل موقع AIMA، أو السفارة البرتغالية في بلدك).
الخلاصة: واقعية الهجرة إلى البرتغال 2025
إن فكرة "الفرص الذهبية" للهجرة إلى البرتغال في عام 2025 بدون لغة أو خبرة هي مجرد وهم. البرتغال، كدولة أوروبية، لديها متطلبات واضحة للهجرة تهدف إلى جذب الأفراد الذين يمكنهم الاندماج والمساهمة في المجتمع. التغييرات الجديدة في قانون الجنسية تزيد من صعوبة الحصول عليها، وتؤكد على أهمية الاندماج اللغوي والثقافي.
بالنسبة للعرب وغيرهم من المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، لا تزال البرتغال تقدم مسارات هجرة متنوعة، ولكن النجاح يعتمد على التخطيط الدقيق، وتلبية الشروط المحددة لكل تأشيرة، والاستعداد لاكتساب اللغة والمهارات اللازمة للاندماج. الاستثمار في نفسك وفي تعلم اللغة البرتغالية هو أهم خطوة يمكنك اتخاذها نحو تحقيق حلمك بالهجرة إلى البرتغال.