أفضل وجهات سياحية مستدامة في السعودية لعام 2026

لطالما كانت المملكة العربية السعودية وجهة تاريخية ودينية، لكنها اليوم تقف على أعتاب تحول تاريخي لتصبح رائدة عالمية في السياحة المستدامة والفاخرة، وذلك ضمن مستهدفات "رؤية السعودية 2030". بحلول عام 2026، ستكون العديد من المشاريع العملاقة قد بدأت باستقبال الزوار، مقدمة نموذجاً فريداً يوازن بين الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي وبين التنمية الاقتصادية عالية الجودة. أفضل الوجهات السياحية المستدامة المتوقعة في السعودية لعام 2026، مع التركيز على المبادئ البيئية والمجتمعية التي تقوم عليها.

أفضل وجهات سياحية مستدامة في السعودية لعام 2026

1. مشروع البحر الأحمر الدولي: معيار عالمي للاستدامة البيئية

يُعد مشروع البحر الأحمر (The Red Sea Project) منارة التزام المملكة بالاستدامة، حيث يهدف إلى أن يصبح أول وجهة سياحية في العالم تحقق الحياد الكربوني وتعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة. من المتوقع أن يكون جزء كبير منه جاهزًا للاستقبال بحلول عام 2026.

1.1. الإنجازات والأهداف البيئية الرئيسية (H3)

يركز المشروع على حماية 75% من مساحته الإجمالية كمناطق محمية للحفاظ على التنوع البيولوجي.

  • الطاقة المتجددة بنسبة 100%: جميع أنظمة المشروع، بما في ذلك التكييف والإضاءة، ستعمل بالطاقة الشمسية.

    • إحصائية مستهدفة: يهدف المشروع إلى توفير أكثر من 500,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا عند اكتماله.

  • الحفاظ على التنوع البيولوجي: تم زراعة وتنمية الشعاب المرجانية، والتزام بعدم المساس بـ 90 جزيرة من أصل 92.

  • النمو البيئي (Regenerative Tourism): يطمح المشروع إلى زيادة القيمة البيئية للمنطقة بنسبة 30% بحلول عام 2040، وهي فكرة تتجاوز مجرد الحفاظ على البيئة.

1.2. عوامل الجذب المستدامة بحلول 2026 (H3)

سيشهد عام 2026 افتتاح مجموعة من المنتجعات الفاخرة التي تتبنى أفضل ممارسات البناء الأخضر.

  • منتجعات الحياد الكربوني: فنادق مصممة لتقليل استهلاك المياه والطاقة، باستخدام مواد بناء محلية ومستدامة.

  • السياحة البيئية البحرية: توفير تجارب غوص ومغامرات بحرية بإشراف بيئي صارم لضمان حماية الشعاب المرجانية والأنواع المهددة مثل عروس البحر (الدوجون).

  • تطبيق تقنيات المدن الذكية: استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة النفايات والموارد بشكل فعال، مما يقلل من البصمة البيئية للزوار.


2. العلا: استعادة التاريخ والحفاظ على التراث (H2)

تُعد العلا، موطن مدائن صالح (الحجر)، نموذجاً متكاملاً للسياحة المستدامة التي تركز على التراث الثقافي والأصالة المجتمعية. يتجسد هدف العلا في تطويرها كـ "متحف حي" مع الالتزام بأعلى المعايير البيئية.

2.1. المبادئ الأربعة للاستدامة في العلا (H3)

تعتمد الهيئة الملكية لمحافظة العلا (RCU) استراتيجية شاملة تضمن أن تكون التنمية بطيئة ومحسوبة.

  • الحماية الطبيعية: حماية المناظر الطبيعية الفريدة وتطوير مسارات بيئية للمشي وركوب الدراجات لا تضر بالبيئة.

  • التنمية المجتمعية الشاملة: توفير فرص عمل وتدريب لسكان العلا المحليين، لضمان أن السياحة تفيد المجتمع الأصيل.

    • إحصائية مستهدفة: توطين ما يزيد عن 70% من الوظائف السياحية في المنطقة بحلول 2035.

  • التجارب الثقافية الأصيلة: التركيز على القصص والحرف اليدوية المحلية بدلاً من السياحة التجارية الضخمة.

2.2. فنادق "البوتيك" وتجارب الاستكشاف (H3)

بحلول 2026، ستكون العلا قد رسخت مكانتها كوجهة للرفاهية المسؤولة.

  • فنادق صديقة للبيئة: مثل منتجعات "حبتور" و "بانيان تري" المصممة بأسلوب يتناغم مع الجبال الصخرية ولا يتطلب بناءً تقليدياً كثيفاً.

  • اكتشاف المواقع الأثرية بتقنية منخفضة الأثر: استخدام العربات الكهربائية وتحديد أعداد الزوار بدقة لحماية النقوش والمواقع الأثرية مثل الخريبة وجبل عكمة.


3. مشروع نيوم: أذكى مدن العالم ومحور الاستدامة التكنولوجية (H2)

يمثل نيوم أضخم مشروع طموح يهدف إلى إعادة تعريف العيش الحضري المستدام. على الرغم من أن بعض أجزائه ستكون قيد الإنشاء في 2026، فإن المناطق السياحية الرئيسية والمبنية على أسس الاستدامة ستكون محط الأنظار.

3.1. ركائز الاستدامة في "ذا لاين" و "أوكساغون" (H3)

الاستدامة في نيوم ليست خياراً، بل شرط أساسي للتصميم والبنية التحتية.

  • صفر انبعاثات كربونية: "ذا لاين" (The Line) مصمم ليكون خالياً من السيارات والشوارع التقليدية، مع الاعتماد على النقل العام عالي السرعة والطاقة المتجددة بنسبة 100%.

  • حماية 95% من الطبيعة: تخصيص الغالبية العظمى من أرض نيوم للحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي.

    • إحصائية عامة: الاستثمار في 900 مليون دولار في أنظمة الحفاظ على البيئة البحرية والبرية في نيوم.

  • الزراعة المستدامة والبيانات الضخمة: تطبيق تقنيات الزراعة المائية والعمودية لتوفير الغذاء محلياً بأقل استهلاك للمياه.

3.2. تروجينا: سياحة المغامرات على مدار العام (H3)

تُعد تروجينا جزءاً من نيوم وستكون وجهة جبلية توفر تجارب فريدة لا تقتصر على الموسم الواحد، مع التزام بيئي صارم.

  • منتجع الثلج المستدام: تطوير تقنيات لإنشاء بيئات ثلجية داخلية وخارجية (بشكل جزئي) تستخدم الحد الأدنى من المياه والطاقة.

  • مركز للمغامرات الجبلية: توفير تجارب تسلق وهايكنغ وتزلج مع المحافظة على النظام البيئي الجبلي الفريد في المنطقة.

أفضل وجهات سياحية مستدامة في السعودية لعام 2026

4. مشروع الدرعية: قلب المملكة الثقافي والمستدام (H2)

الدرعية (بما في ذلك حي الطريف التاريخي المدرج في قائمة اليونسكو) هو مشروع يركز على إعادة إحياء التراث النجدي بطريقة مستدامة تحترم الأصالة وتوظف التقنيات الحديثة للحفاظ.

4.1. الحفاظ على العمارة النجدية وتكاملها (H3)

الاستدامة هنا تركز على استخدام الموارد المحلية وتقليل البصمة الكربونية للبناء.

  • استخدام المواد التقليدية: الاعتماد على الطوب الطيني والأخشاب المحلية في البناء والترميم، مما يعكس هوية الدرعية ويقلل من الحاجة لمواد مستوردة كثيفة الطاقة.

  • تطبيق تقنيات التبريد الطبيعي: تصميم المباني التقليدي في الدرعية يركز على توفير الظل والتهوية الطبيعية، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على التكييف الصناعي.

  • البنية التحتية الذكية: دمج التقنيات الذكية لإدارة تدفقات الزوار والموارد بكفاءة في المنطقة التاريخية.

4.2. السياحة الثقافية المسؤولة (H3)

التركيز على تجارب غامرة تدعم الحرفيين المحليين.

  • مركز للحرف اليدوية: دعم الحرفيين النجديين لبيع منتجاتهم، مما يضمن تدفق العوائد الاقتصادية مباشرة إلى المجتمع المحلي.

  • البرامج التعليمية التراثية: تنظيم جولات وبرامج تهدف إلى تثقيف الزوار حول تاريخ الدولة السعودية الأولى وأهمية الحفاظ على التراث.


خلاصة واستنتاج (H2)

بحلول عام 2026، ستكون المملكة العربية السعودية قد افتتحت مراحل حاسمة من مشاريعها السياحية المستدامة، بدءاً من الوجهات البيئية الخضراء في البحر الأحمر، مروراً بـ الوِجهات الثقافية التراثية في العلا والدرعية، وصولاً إلى مستقبل المدن الذكية في نيوم. هذه الوجهات لا تقدم مجرد الرفاهية، بل توفر تجربة سياحية واعية بيئياً ومجتمعياً وثقافياً. إن التركيز على الحياد الكربوني، الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتوطين الوظائف، يضع السعودية في طليعة الدول التي تستخدم السياحة كقوة دافعة للتنمية المستدامة والمسؤولة، مما يجعلها وجهة رئيسية لأي مسافر يبحث عن الأصالة والاستدامة والابتكار بحلول عام 2026.


أسئلة وأجوبة متكررة حول السياحة المستدامة في السعودية (FAQ)

س 1: ما هو المقياس الرئيسي للاستدامة في مشروع البحر الأحمر؟

ج: المقياس الرئيسي هو تحقيق الحياد الكربوني بنسبة 100% والاعتماد كليًا على الطاقة المتجددة (الشمسية) لتشغيل جميع المرافق والبنية التحتية. يهدف المشروع أيضًا إلى تحقيق نمو بيئي عن طريق زيادة التنوع البيولوجي في المنطقة بنسبة 30% بدلاً من مجرد الحفاظ عليه.

س 2: كيف تضمن مشاريع مثل العلا استفادة المجتمع المحلي؟

ج: تضمن العلا ذلك من خلال استراتيجيتها الشاملة التي تركز على التنمية المجتمعية الشاملة. يشمل هذا توطين الوظائف السياحية وإطلاق برامج تدريب متخصصة لسكان العلا، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يديرها السكان المحليون لبيع الحرف اليدوية والخدمات الأصيلة للزوار.

س 3: ما هو المفهوم الذي يميز "ذا لاين" في نيوم عن المدن المستدامة الأخرى؟

ج: المفهوم الذي يميز "ذا لاين" هو تصميمه كـ مدينة خطية خالية تمامًا من السيارات والشوارع التقليدية، مما يزيل الحاجة للوقود الأحفوري داخل المدينة ويقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية للعيش. كما يضمن التصميم أن جميع المرافق الأساسية يمكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام في 5 دقائق، مع الاعتماد الكامل على الطاقة النظيفة.

س 4: هل يتم استخدام مواد بناء تقليدية في المشاريع المستدامة الجديدة؟

ج: نعم، في المشاريع التي تركز على التراث مثل الدرعية، يتم استخدام مواد بناء تقليدية مثل الطوب الطيني والأخشاب المحلية. هذا يخدم غرضين رئيسيين: الحفاظ على الهوية المعمارية النجدية الأصيلة، وتقليل البصمة الكربونية المرتبطة بنقل واستيراد مواد البناء الحديثة من مسافات بعيدة.

س 5: ما هو دور التكنولوجيا في تعزيز الاستدامة بهذه الوجهات؟

ج: تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في إدارة الموارد بكفاءة عالية. تُستخدم تقنيات المدن الذكية في البحر الأحمر ونيوم لمراقبة وتحسين استهلاك المياه والطاقة، وإدارة النفايات، وتطبيق تقنيات الزراعة المائية، وتنظيم وصول الزوار (بالذكاء الاصطناعي) لتقليل التأثير السلبي على المواقع البيئية والأثرية الحساسة.

تعليقات